كشفت جريدة “الشرق الأوسط” عن مصدر مسؤول مطلع على الملف الليبي، أن الجيش الجزائري شدّد المراقبة على المعابر الحدودية، منذ أن أعلنت قوات حفتر سيطرتها على معبر “إيسين تين الكوم”، الواقع بين جانت جنوب شرقي الجزائر، وغات الليبية.
وأكد الصحيفة نقلا عن المصدر ذاته أن نقاط المراقبة للجيش الوطني الشعبي المنتشرة بالحدود لم ترصد أي تحرك عسكري في الجهة الأخرى، وبالتالي ليست هناك حاجة إلى استنفار القوات العسكرية.
وأبرزت الصحيفة مبرزاً أن عدم ملاحظة تهديد لافت من جانب حفتر لا يمنع الجيش الوطني الشعبي من أن يكون يقظاً ومستعداً، بحسب توجيهات صادرة عن قيادة أركان الجيش، التي تؤكد على التصدي لأي خطر بالحدود مع ليبيا أو مالي، مهما كان مصدر الخطر، وبخاصة إذا تعلق الأمر بالمشير حفتر الذي لا يخفي عداءه للجزائر.
وتبرز الجريدة أنه وبحسب المصدر نفسه أيضاً، فإنه ليس هناك ما يستدعي رد فعل من جانب الجزائر، التي ترى في تصريحات ومساعي الجنرال حفتر، والإعلام الموالي له، مجرد بالون اختبار لقياس إلى أي مستوى يمكن أن يصل له موقف الجزائر في حال تعرضت لتهديد من قواته.
وفي سياق متصل اعتبر المحلل السياسي السنوسي إسماعيل، في تصريح لموقع “الجزيرة نت” أن خليفة حفتر لا يمكنه التحرك بأرتال عسكرية ضخمة من دون دعم مرتزقة “فاغنر” الروسية وبموافقة مصرية.
وقال إسماعيل: “الجزائر قلقة من تحركات حفتر على حدودها الجنوبية المشتركة مع ليبيا، وهناك اعتقاد لدى الجزائر أن مصر تقف وراء هذه التحركات للتأثير على مجريات مؤتمر برلين”.
وتابع “فرنسا وإيطاليا تشاطران الجزائر القلق على مصالحهما النفطية القريبة من الحدود الجنوبية لليبيا، وانعكاس الأوضاع على الاستقرار الإقليمي، خاصة بعد مشاهدة تجربة تشاد عند هجوم حركات المعارضة المسلحة الممولة من حفتر وداعميه، والذي نتج عنه مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي”.
وأشار إسماعيل إلى أن حفتر يتمدد مستفيدا من الفراغ الذي يتيحه المجلس الرئاسي، وقال إن ذلك يؤكد أنه كلما تأخر المجلس الرئاسي في توحيد المؤسسة العسكرية استفاد حفتر من عاملي الوقت والمكان ليملأ الفراغ.