6.5 غيغاواط من الكهرباء.. إليك أكبر محطات الكهرباء في الجزائر مريم بوطرة

6.5 غيغاواط من الكهرباء.. إليك أكبر محطات الكهرباء في الجزائر

  • انسخ الرابط المختص

في وقت تتصاعد فيه التحديات المرتبطة بأمن الطاقة في العالم، تواصل الجزائر ترسيخ مكانتها في خارطة الدول المنتجة للكهرباء عبر بنية تحتية ضخمة تقودها خمس محطات عملاقة.

وتلعب هذه المنشآت دورًا محوريًا في تلبية الطلب المحلي، مع ضمان الاستقرار الطاقوي والانتقال تدريجيًا نحو مزيج طاقة أكثر تنوعًا واستدامة.

محطات الكهرباء الخمس الكبرى:

تُشكل المحطات الخمس لتوليد الكهرباء في الجزائر ما يشبه العمود الفقري للقطاع الطاقوي.

وتبلغ القدرة الإنتاجية الإجمالية لها نحو 6.5 غيغاواط، ما يعادل أكثر من 40% من إنتاج الكهرباء في البلاد وفقًا لتقرير حديث لمنصة الطاقة.

وتعتمد هذه المحطات على أنظمة الدورة المركبة والتقنيات الحديثة، وهو ما يعزز الكفاءة ويقلل من الانبعاثات البيئية.

كما تعتمد الجزائر بنسبة تفوق 97% على الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء، ما يفسر طبيعة الاستثمارات الحالية.

وتركّز الحكومة على تطوير مشروعات كبرى بهدف مواكبة النمو السكاني والتوسع الصناعي والعمراني.

وتُعد هذه المحطات ضمانًا أساسيًا لاستمرارية تزويد الشبكة الوطنية بالطاقة الكهربائية.

1. محطة بلارة – جيجل:

تقع محطة بلارة بولاية جيجل في قلب المنطقة الصناعية، وتُعد من أبرز مشاريع الطاقة الحديثة في الجزائر.

وتصل قدرتها الإنتاجية إلى 1600 ميغاواط، وتعمل بنظام الدورة المركّبة المعزز للكفاءة.

وقد انطلقت أشغالها عام 2013 ضمن برنامج طارئ أطلقته سونلغاز لتلبية الطلب المتزايد.

واكتملت بتكلفة بلغت 800 مليون دولار، على مساحة 2.5 هكتار.

وتشتغل المحطة بالغاز الطبيعي المستخرج محليًا، وتُغذى الشبكة عبر خطوط جهد 400 كيلوفولت.

وتُسهم المحطة بشكل ملحوظ في استقرار التزويد الكهربائي شرق البلاد.

2. محطة حجرة النص – تيبازة:

تحتل محطة حجرة النوس المرتبة الثانية بقدرة إنتاجية تُقدّر بـ1227 ميغاواط.

ودخلت الخدمة التجارية سنة 2009 وأسهمت منذ ذلك الحين في تغطية 10% من إجمالي الإنتاج.

وتضم المحطة 3 خطوط إنتاج بطاقة 400 ميغاواط لكل خط، تعمل جميعها بتقنية الدورة المركبة.

كما جُهزت بتوربينات حديثة من نوع 9F 3 من شركة جنرال إلكتريك الأمريكية.

وتعتمد المحطة أساسًا على الغاز الطبيعي مع خيار احتياطي للنفط المقطر.

وتعمل بموجب عقد شراكة مدته 20 سنة مع شركة سونلغاز.

3. محطة رأس جنات – بومرداس:

تُعد محطة رأس جنات من أحدث المشاريع الكهربائية، بقدرة إنتاجية تصل إلى 1200 ميغاواط.

وقد تولت شركة دايو الكورية الجنوبية بناءها رغم صعوبات كثيرة.

وانطلقت الأشغال أواخر 2012، لكنها تأخرت بفعل جائحة كورونا وتحديات البناء.

وقد استغرقت مدة الإنجاز نحو 10 سنوات.
وتعتمد المحطة على 3 وحدات إنتاج باستعمال تقنية الدورة المركبة الغازية-البخارية.

وتتضمن تجهيزات بيئية متقدمة منها تحلية مياه البحر وإنتاج الهيدروجين لتبريد المولدات.

4. محطة تارقة – عين تيموشنت:

تُصنف محطة تارقة ضمن أكبر مشاريع الكهرباء في غرب الجزائر بقدرة 1200 ميغاواط.

ودُشّنت رسميًا في ديسمبر 2013 بتكلفة وصلت إلى 1.9 مليار دولار.

وتتميز بتقنية الدورة المركبة التي تُمكّن من إعادة استغلال الحرارة لإنتاج بخار إضافي.

ما يُسهم في رفع الكفاءة وتقليل استهلاك الغاز.

وتُعد من المحطات التي عززت بشكل كبير قدرة التغطية الطاقوية في المنطقة الغربية.

وهي من الأمثلة الناجحة في استخدام التكنولوجيا لخفض التكلفة التشغيلية.

5. محطة كدية الدراوش – الطارف:

تُمثل محطة كدية الدراوش آخر حلقة في سلسلة المحطات العملاقة، وقد بدأت العمل عام 2012.

وتبلغ طاقتها الإنتاجية 1200 ميغاواط، وتُدار بالكامل من طرف سونلغاز.

وتلعب دورًا محوريًا في تغذية الشبكة الوطنية، خصوصًا في الجهة الشرقية.

وتأتي ضمن خطة إستراتيجية لتوسيع قدرة الإنتاج ومواجهة الطلب الموسمي المرتفع.

الأهمية الإستراتيجية للمحطات الخمس:

تُشكّل هذه المحطات الخمس دعامة مركزية لرؤية الجزائر في تحقيق الاكتفاء الطاقوي.

ومع تزايد الضغط على الشبكة، تعكف السلطات على تطوير مشاريع جديدة أكثر كفاءة واستدامة.

ورغم اعتماد الجزائر الكبير على الغاز، فإنها تسعى لتنويع مصادر الكهرباء.

وتشمل البدائل الطاقة الشمسية والرياح لتقليل الانبعاثات وتعزيز الأمن الطاقوي.

وستظل هذه المنشآت الكبرى عنصرًا أساسيًا في دعم النمو الاقتصادي والصناعي.

 

شاركنا رأيك