انتقد وزير الاتصال محمد مزيان ما وصفه بـ”الجهات الخبيثة” التي تسعى لتشويه سمعة الجزائر، عبر ترويج إشاعات مغرضة حول قضية ترحيل المهاجرين الأفارقة.
وحذر الوزير من استهداف ممنهج لثوابت الأمن الوطني، معتبرًا أن التصعيد الإعلامي جزء من مخططات معادية للبلاد.
ودعا مزيان إلى تشكيل جبهة إعلامية موحدة لمواجهة الحملات التضليلية، مشددًا على ضرورة التزام الصحافة الوطنية بالمهنية وتفادي الانجرار وراء الإشاعات المتداولة عبر مواقع التواصل.
وأكد خلال إشرافه على اللقاء الجهوي الثالث للصحفيين بولاية ورقلة أن الجزائر تشهد “نهضة تنموية صامدة” تفضح كل الادعاءات الكاذبة.
ولفت الوزير إلى أن بعض وسائل الإعلام تواصل الانزلاق خلف الأخبار المغلوطة، داعيًا إلى تعزيز التكوين والتخصص لمواجهة هذه التحديات.
وأوضح مزيان أن وسائل الإعلام تتحمل مسؤولية التحري والدقة، خاصة في القضايا الحساسة مثل ملف ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، الذي حاولت أطراف غير معروفة تزييف وقائعه.
كما اعتبر أن تطوير الأداء الإعلامي يمر عبر تكوين متخصص، ومواكبة التحولات الرقمية التي باتت ضرورة ملحة.
وذكر الوزير أن قطاع الإعلام يشهد نقلة نوعية عبر تفعيل الترسانة القانونية الجديدة، مع التركيز على تعزيز الاتصال المؤسساتي كرافعة لبناء صورة الجزائر.
وأشار إلى أن تنظيم ورشات جهوية هدفه مرافقة الصحفيين في التكيف مع متطلبات العصر الرقمي.
وبخصوص قضية ترحيل المهاجرين الأفارقة، شدد مزيان على أن الجزائر تعاملت مع الملف وفق المواثيق الدولية.
وحذر من انسياق بعض الوسائل الإعلامية المحلية خلف العناوين التضليلية المتداولة دون تحقق، مما يُضعف مصداقية الخطاب الوطني.
ونوّه الوزير بالمشاريع التنموية الكبرى التي دشّنها الرئيس تبون في ولايات الجنوب، داعيًا الإعلام إلى إبراز هذه الإنجازات ضمن استراتيجية صناعة الرواية الوطنية.
واعتبر أن الجنوب الجزائري يمثل “كنزًا خفيًا” يعزز استقرار البلاد ويستحق اهتمامًا إعلاميًا أكبر.
وختم مزيان بالتأكيد على أن الجزائر تُدوّن تاريخًا جديدًا مبنيًا على الحقائق الملموسة، مطالبًا الإعلاميين بالتحلي بالمسؤولية الوطنية.
وأكد أن الحقائق على الأرض ستبقى أقوى من حملات التشكيك، مهما حاولت الجهات الخارجية ضرب الثقة في مسار الجزائر التنموي.
يشار، تشهد البلاد تدفقات متزايدة من مهاجري دول الساحل والصحراء، خاصة من مالي والنيجر ودول غرب إفريقيا، نحو مدن الجنوب ثم الساحل.
ويذكر أن الجزائر رحلت أكثر من 9000 مهاجر غير نظامي إلى النيجر خلال النصف الأول من سنة 2023، وفق بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والمنظمة الدولية للهجرة.
وليست هذه المرة الأولى التي تتعامل فيها الجزائر بحزم مع ظاهرة الهجرة غير النظامية، في ظل محاولات إغراقها بأعداد كبيرة من المهاجرين.