في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الجزائرية الفرنسية توتراً حاداً، تستعد القوات المغربية والفرنسية، لإجراء تمرين عسكري قرب حدود الجزائر، وهو الثاني من نوعه.
وكشفت وثيقة عسكرية مسرّبة، أنّ التمرين العسكري تحت اسم “شركي 2025” سيجري قبالة الحدود الغربية الجنوبية الجزائرية (بشار)، ابتداء من 22 سبتمبر القادم.
وحسب ما جاء في هذه الوثيقة، فقد تمّ التخطيط الأولي للتمرين خلال اجتماع انعقد بمقر تفتيش القوات الفرنسية بسلا يومي 22 و23 ماي، حيث يهدف إلى “تنسيق الموارد البشرية والمعدات بين الجانبين”، علما أن تاريخ المراسلة يرجع إلى 25 ماي 2024.
ويُضاف إلى ذلك، “تحديد موعد مبدئي للتمرين اعتبارًا من 22 سبتمبر 2025، وكذا تحديد المنطقة المخصصة للتدريبات في كل من مركز تكوين المدفعية (CTM) “رحمة الله” و”أفردو” بإقليم الرشيدية (على بعد أقل من 100 كم من بشار).
وعن تفاصيل هذه العملية، فكشفت الوثيقة السرية، أن التنسيق بين الجانبين، يجري بمشاركة ممثلين عن الجيش الفرنسي وعدد من المصالح العسكرية المغربية.
ويتعلّق الأمر، بالمكاتب الثاني والثالث والرابع والخامس، وكذا تفتيشات المشاة وسلاح المدرعات والمدفعية والهندسة والنقل، وكذا الاتصالات والصحة والقوات الفرنسية.
عن دلالات هذه المناورات العسكرية وخطرها على الجزائر نظرا إلى أن توقيتها يتزامن مع التوتر الحاد في العلاقات الجزائرية – الفرنسية، أكد الخبير في شؤون الدفاع والأمن، أكرم خريف في تصريح لأوراس، أنّه لا يوجد تهديد على الجزائر.
وأوضح الخبير ذاته، أنّ هذا التمرين العسكري هو تدريب عادي، وليس أول تدريب تجريه دول أوروبية وغربية داخل التراب المغربي، حيث تبحث هذه الدول عن مناطق شبه صحراوية للتدرب.
في هذا السياق، قال خريف، “المغرب لا يبالي في السماح للجيوش الأخرى باستعمال رقعته الجغرافية لهذا الغرض”.
تضمنت الوثيقة السرية المسرّبة، تفاصيلا حول وضع الجدول الزمني لمراحل التمرين.
ويتمثل ذلك، في تدريبات القيادة (CPX) والتدريبات الميدانية (LIVEX) وكذا تحديد الأهداف التدريبية لمركز العمليات والقوات البرية والجوية ووحدات الدعم، مع تنظيم الجوانب اللوجستية المتعلقة بالإقامة والإعاشة والوقود والذخيرة والنقل والصحة والمعدات التقنية.
تضمّنت الوثيقة ذاتها، الإجراءات الأمنية التي ستُتّبع خلال التمرين.
وتُطبّق هذه الإجراءات، في حالات الطوارئ مثل الحرائق وحوادث الرماية واستخدام الذخيرة الحية، بالإضافة إلى برمجة زيارات لكبار الشخصيات وتنظيم أنشطة ثقافية لفائدة القوات الفرنسية”.
وبموجب هذه المراسلة، تم اقتراح تنظيم اجتماع نهائي للمراجعة في 9 و13 سبتمبر 2024.
يذكر، أنّ القوات المغربية والفرنسية كان قد سبق لها أن أجربت مناورات عسكرية بالقرب من حدود الجزائر في 1 مارس 2022، تحت مسمى “شركي 2022″، حيث تضمّنت تمارين عسكرية جوية وبرية.
للإشارة، فإنّ المناورات العسكرية المغربية بالقرب من حدود الجزائر، دائما ما تُجرى في وقت يكون فيه التوتر في العلاقات في أوجّه، فقد جرى التمرين العسكري “شركي 2022″، في الوقت الذي كانت العلاقات بين الجزائر والرباط متوترة، ويجري الحديث عن “شركي 2025″، في حين أن العلاقات الجزائرية – الفرنسية تعرف تأزما.