من هم المستفيدون من جواز السفر الدبلوماسي الجزائري؟ محمد لعلامة

من هم المستفيدون من جواز السفر الدبلوماسي الجزائري؟

أثارت حادثة منع زوجة سفير جزائري من دخول فرنسا استياءً واسعًا في الجزائر، حيث اعتُبرت خطوة غير مبررة ضمن سلسلة من الإجراءات التي تستهدف العلاقات الجزائرية-الفرنسية.

وفي خطوة تصعيدية، أعلنت السلطات الفرنسية رفض دخول بعض الجزائريين الحاملين لجوازات السفر الدبلوماسية إلى أراضيها.

في مقابلة تلفزيونية مع قناة BFMTV الفرنسية، أكد وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو أن فرنسا بدأت بالفعل في تطبيق قيود أكثر صرامة على دخول الجزائريين الحاملين لجوازات السفر الدبلوماسية.

وأشار إلى أن هذا القرار يأتي ضمن إطار إعادة النظر في منح التسهيلات الدبلوماسية للأطراف الأجنبية، خاصة من الجزائر.

من هم المستفيدون من جواز السفر الدبلوماسي الجزائري؟

جواز السفر الدبلوماسي الجزائري هو وثيقة هوية وسفر تُمنح للأفراد الذين يمارسون مهام دبلوماسية وفقًا للاتفاقيات الدولية.

وبحسب المرسوم الرئاسي الجزائري رقم 23-201 الصادر في 1 جوان 2023، يتم منح هذا الجواز لأعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي التابعين لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، بالإضافة إلى أزواجهم وأبنائهم القصر وبناتهم غير المتزوجات.

عند تعيينهم في مناصب بالخارج، يمكن أيضًا منح هذا الجواز للوالدين اللذين يكونان تحت كفالة الموظف الدبلوماسي.

كما يستفيد منه ملحقو الدفاع الوطني والملحقون العسكريون للقوات الجوية والبحرية ومساعدوهم، إلى جانب عائلاتهم.

إلى جانب هؤلاء، يشمل نطاق المستفيدين شخصيات عليا في الدولة، مثل رئيس الجمهورية، ومدير ديوان الرئاسة والأمين العام للرئاسة والوزير الأول (بما في ذلك رؤساء الحكومات السابقون) ورؤساء مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني ومحافظ بنك الجزائر ورئيس المحكمة العليا والنائب العام لدى المحكمة العليا ورئيس الجامع الأعظم بالجزائر.

في قطاع الدفاع، يمنح الجواز الدبلوماسي أيضًا لكبار الضباط في الجيش، بمن فيهم رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي والجنرالات وقادة القوات العسكرية وقادة النواحي العسكرية.

يتم إصدار وتجديد الجواز الدبلوماسي من قبل وزير الشؤون الخارجية أو ممثله المفوض، وتبلغ مدة صلاحيته خمس سنوات كحد أقصى.

ويتوجب على حامله إعادته لوزارة الخارجية فور انتهاء المهام التي استدعت منحه.

جواز السفر لمهمة: وثيقة رسمية أخرى

إلى جانب الجواز الدبلوماسي، تصدر الجزائر نوعًا آخر من جوازات السفر يُعرف بـ”جواز السفر لمهمة”، وهو وثيقة رسمية تُمنح للأفراد الذين يحتاجون إلى السفر لأداء مهام رسمية في الخارج.

يُمنح هذا الجواز للموظفين المدنيين والعسكريين المعينين في السفارات والقنصليات الجزائرية، الذين لا تخوّلهم رتبهم أو وظائفهم الحصول على الجواز الدبلوماسي.

كما يشمل الإطارات العليا في إدارات الدولة برتبة مدير على الأقل، بناءً على تكليف رسمي بالمهمة، إضافة إلى إطارات بعض المؤسسات الوطنية.

يمكن للأشخاص المكلفين بمهام خاصة من قبل وزير الشؤون الخارجية الحصول على هذا الجواز، لكن مدة صلاحيته تختلف حسب طبيعة المهمة.

فالجواز صالح لمدة أربع سنوات بالنسبة للموظفين الدبلوماسيين المعينين في الخارج، ولمدة سنة واحدة كحد أقصى بالنسبة للأفراد الذين يسافرون لأداء مهام مؤقتة.

وعند العودة، يُعاد الجواز إلى وزارة الخارجية عبر شرطة الحدود.

التوتر بين الجزائر وفرنسا: إلى أين؟

يأتي هذا التصعيد الفرنسي وسط توترات دبلوماسية متزايدة بين البلدين، وقد تفاقمت هذه الأزمة بعد تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو، الذي لوّح بإمكانية إلغاء اتفاقية 1968 المنظمة لإقامة الجزائريين في فرنسا.

ورفضت الجزائر بشدة أي محاولات للضغط أو التهديد، مؤكدة أنها لن تتهاون في الرد على أي إجراءات تستهدف مواطنيها أو تمس بسيادتها الدبلوماسية.

لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن، الاثنين، خلافه مع حكومته وأكد أن المساس باتفاقية 1968 يعود لاختصاصات رئيس الجمهورية وأن الحوار مع الرئيس تبون هو السبيل الوحيد لإيجاد الحلول.

شاركنا رأيك