span>تحقيق رقمي.. لجان مغربية تهاجم الجزائر وفلسطين وتدعم “إسرائيل” فريد بلوناس

تحقيق رقمي.. لجان مغربية تهاجم الجزائر وفلسطين وتدعم “إسرائيل”

ضمن سلسلة من التحقيقات الرقمية لمنصة “إيكاد” تهدف لكشف حقيقة لجان مغربية تعبث بالرأي العام العربي، كشف آخر تحقيق نشرته، تورط المغرب بدعم ذباب إلكتروني يهاجم بشراسة عبر منصات التواصل، الجزائريين والمقاومة الفلسطينية ويزرع الفتن بين الشعوب العربية ويشوه صورتها لصالح الاحتلال الإسرائيلي.

وذكر التحقيق الذي نشر أمس الخميس، أنه تزامنا مع عملية “طـوفان الأقـصى”، ظهرت بعض الحسابات المغربية بشكل مشبوه وغير اعتيادي على منصات إكس (تويتر سابقا) وفيسبوك ويوتيوب التي تساند تل أبيب بقوة، وتهاجم بشراسة كتائب الـقسام والـمقاومة، وتنتقد العملية العسكرية وقصف الاحتلال الإسرائيل.

وحمل التحقيق الذي نشر تحت عنوان “لجان مغربية تؤيد إسرائيل وتهاجم المقاومة” معلومات وإحصائيات وبيانات توثق بالدلائل كيف تحاول تلك اللجان الإلكترونية المغربية بالعبث بالرأي العام العربي.

وأوضح التحقيق الذي رصدته أوراس أن فريق المنصة تابع الجمل التي ترددها تلك الحسابات ووجد أنها لا تنشط على منصة إكس (تويتر سابقا) فحسب، بل تنشر الجمل ذاتها وتكرر السردية الإسرائيلية نفسها على منصتي فيسبوك ويوتيوب.

تورط المغرب

ومن أبرز ما ذكره التحقيق الذي يكشف تورط المغرب بتجنيد ودعم لجان مغربية تشيطن المقاومة الفلسطينية لصالح الاحتلال الإسرائيلي أن معظم الحسابات تكرر الجمل نفسها بدقة وتستخدم “الرموز التعبيرية” ذاتها بالترتيب نفسه، وغيّرت مكان تغريداتها من مدة وأصبحت تغرد من المغرب.

هذه الحسابات لا تعمل بشكل فردي، بل تعمل بشكل ممنهج وواضح، لتخلق رأيًا عامًا وهميًا حول تأييد المغاربة لإسرائيل.

معظم الحسابات تم إنشاؤه أو زيادة تفاعله قبل ديسمبر 2020 بقليل، بالتزامن مع صفقات التطبيع العربي الإسرائيلي، أي قبل تطبيع المغرب مع إسرائيل، ما يعني أنها أُنشئت بالأساس لتهيئة خطوة التطبيع وخلق تأييد شعبي له.

الحسابات تضاعفت بشكل كبير جدًا من ناحية العدد والتفاعل منذ شهر أوت 2022، وهي زيادة غير منطقية، تزامنت مع تاريخ تضخيم لجان إسرائيلية مصرية وأخرى إسرائيلية سعودية كشفتها تحقيقات “إيكاد” سابقا.

وكشف تحقيق منصة “إيكاد” أن هذه اللجان تقوم بخلق شخصيات متعددة بتاريخ وهمي ولكنه مدروس، ترسم تاريخًا لها، وتخصصًا، وأبحاثًا، وصورًا وهمية، وتقدمها للمغردين على أنها شخصيات حقيقية، فيكون لرأيها وزن أكبر، ثم تقوم بضخ تفاعل ضخم وهمي عليها.

ووفق إيكاد فإن اللافت في تلك الحسابات على فيسبوك أنها حملت هويات مختلفة في الماضي، ثم غيرتها لهويات مغربية.

لجان مغربية تهاجم الجزائريين

وتحليل “إيكاد” لمنصة يوتيوب أظهر النتائج ذاتها؛ أنها لجان إلكترونية، تغير هوياتها لهويات مغربية، وتنشر على أنها حسابات مغربية.

وعلى سبيل المثال أحد الحساب يُدعى “أحمد الحمادي”، وخلال شهر واحد فقط غيّر هويته، في البداية زعم أنه مغربي، مهاجمًا الجزائر في عدة بوستات منشورة، ليغيّر هويته بعدها، ويصبح جزائريًا ينتقد المغرب وتطبيعها.

وأضاف التحقيق أن حالة “الحمادي” ليست فردية، بل تكررت على طول التحقيق، واكتشف حسابان آخران، متشابهان في الأسماء والبروفايلات، أحدهما مغربي يهاجم الجزائر، والآخر جزائري يهاجم المغرب، وقد أظهر تحليل نشاطهما أن من يديرهما جهة أو شخص واحد.

وكشف التحقيق أنه مع ظهور هذه اللجان، بدأت العنصرية تجاه الجزائريين تطغى على النقاش، وبدأ الحديث عن التقارب المغربي الإسرائيلي بالسيطرة على ساحات النقاش الرقمية.

ووصل تحقيق “إيكاد” إلى أن اللجان المغربية التي تهاجم المقاومة الفلسطينية اليوم، هاجمت الجزائريين قبل سنوات، وروّجت للتطبيع والتقارب الإسرائيلي المغربي، وأجّجت الفتنة والعنصرية لسنوات.

شاركنا رأيك